الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل: كيف تتحول من مدير فاشل إلى مدير ناجح
الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل يكمن في تعدد الصفات والخصائص التي تؤثر على النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف والرؤية الشركات. تعد مهمة الإدارة من المسؤوليات الحاسمة والبارزة، حيث يُعَد المدير الركيزة الأساسية التي يتوقف عليها تقدُّم وتطور الشركة، أو يمكن أن تكون سببًا في انحدارها وتكرار الفشلات.
الإدارة الناجحة تتجلى في قدرة المدير على تنفيذ المهام والأنشطة بكفاءة عالية، وذلك بفضل صفاته وميزاته المحددة التي تساهم في تحفيز وتوجيه الفريق بشكل ملائم، مع التركيز على تطبيق المبادئ الإدارية العلمية واستثمار الإمكانيات المتاحة بشكل فعّال. وبناءً على ذلك، يمكن أن نستعرض الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل من خلال الاستفادة من مصادر ثقة مثل موقع بروفيتي.
الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل
تعتبر مهمة النجاح في العمل وتحقيق الأهداف المرادة من أبرز وأهم جوانب الحياة، إذ تمثل التحدي الذي يتعين على كل شخص تحمله. وفي ظل هذا السياق، يكمن ركيزة النجاح الفعال في وجود إدارة متقنة وفعّالة، سواء كانت على مستوى الفرد نفسه، أو في قيادة الأسرة، أو حتى في إدارة المؤسسات والمنظمات في المجتمع.
تُعرَّف الإدارة بأنها العملية التي يتم من خلالها تحقيق الأهداف المنشودة باستخدام مجموعة من الأفراد المختلفين، وتُعد عملية تنسيق وتنظيم الأنشطة التجارية والاقتصادية بما يتماشى مع تحقيق أهداف الشركات والمؤسسات. ومن المهم أن نذكر أن حجم الفريق الإداري يتوقف على حجم الشركة ذاتها، حيث يمكن أن يكون المدير فردًا واحدًا أو مجموعة من الأفراد المتعاونين. ويكمن الاختلاف الجوهري بين المدير الناجح والمدير الفاشل في العديد من العوامل المحورية.
تختلف مسؤوليات ومهام الأفراد في الشركة بحسب مناصبهم. وإذا قام كل فرد بأداء مهامه بكفاءة واهتمام، وأخذ في الاعتبار زملائه في العمل، فإن تقدم الشركة سيراقب تحسّناً ملحوظًا. وعلى الجانب الآخر، إذا حدث العكس، وتجاهل الأفراد تأثيرهم على زملائهم، فإن هذا قد يؤدي إلى ضعف الشركة وتدهور حالتها. إن مهمة المدير تعتبر الأصعب، فهي تتطلب جهودًا كبيرة في التفكير والتنفيذ، وتحتاج أيضًا إلى صبر وحكمة.
لكي تكون مهمة المدير ناجحة وتشمل الجوانب الإيجابية للفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل، يجب أن يتمتع المدير بقدرة جيدة على التواصل مع العاملين. ينبغي أن يتمكن المدير من بناء علاقات قوية ومبنية على الثقة المتبادلة مع الفريق، مما يساهم في شعورهم بالرضا أثناء تنفيذهم لتوجيهات المدير. تكمن مهارات الإدارة الناجحة في قدرة المدير على القيادة الفعّالة، فالمدير ليس مجرد قائد بل يتمتع بمهارات القيادة التي تمكنه من إلهام الأفراد وجعلهم يتبعون توجيهاته. إنه بالفعل العنصر الفعال في نظام الإدارة الكلي.
إذا أنجز المدير كافة مهامه الإدارية بدقة واتقان، فإن هذا يعزز نجاحه كمدير. تتلخص تلك المهام الرئيسية في خمس نقاط أساسية وهي:
1. التخطيط: يتطلب من المدير القدرة على وضع خطط مستقبلية شاملة ومحكمة لتحقيق أهداف الشركة. يجب أن يكون قادرًا على تحليل الظروف وتحديد الأولويات وتخصيص الموارد بشكل فعال.
2. التنظيم: يجب على المدير تنظيم العمليات والموارد بطريقة منظمة ومنسقة. يتضمن ذلك توزيع المهام وتحديد السلطات والمسؤوليات للأفراد والفرق، وضمان تواجد هيكل تنظيمي فعال يعزز الكفاءة والتناغم بين الأقسام والموظفين.
3. صنع القرار: يعتبر صنع القرار أحد العناصر الأساسية لدور المدير. يجب على المدير اتخاذ قرارات مستنيرة ومبنية على معلومات دقيقة وتحليل شامل للوضع. ينبغي للمدير أن يكون قادرًا على التعامل مع المشكلات واتخاذ القرارات الصعبة بثقة وتفكير استراتيجي.
4. القيادة: يتعين على المدير أن يكون قائدًا فعالًا يلهم ويوجه الفريق نحو تحقيق الأهداف. يجب أن يكون قادرًا على بناء علاقات قوية مع الموظفين وتعزيز روح الفريق والتعاون. ينبغي للمدير أن يكون قدوة ومثالاً يحتذى به ويتمتع بقدرة على تحفيز وتطوير الموظفين.
5. الرقابة: يجب على المدير أن يقوم بمراقبة أداء الفريق والعمليات بشكل منتظم. يشمل ذلك تقييم الأداء، وتوجيه التوجيهات وتقديم الملاحظات التحسينية، وضمان الامتثال للمعايير والسياسات المحددة، واتخاذ التدابير التصحيحية عند الضرورة.
يعد المدير هو الشخص الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن إدارة الشركة أو جزء منها. يمتلك الصلاحيات التي تشمل توظيف وفصل الموظفين، تقييم أدائهم، مراقبة الحضور والانضباط اليومي، إعطاء الإجازات، والموافقة على الأعمال الإضافية. هناك العديد من العوامل التي تميز بين المدير الناجح والمدير الفاشل، بما في ذلك التواصل الفعال، قدرة التحفيز، التفكير الاستراتيجي، وقدرة حل المشكلات. يجب أن يسعى المدير الناجح دائمًا إلى تحقيق التميز والتطور في مجال الإدارة.
اقرأ أيضًا : أهمية إدارة المشاريع وصفات المدير الناجح
الفرق في إدارة الاجتماعات
يتسم المدير الناجح بقدرته على تقديم تفسير شامل وموضح للعاملين فيما يتعلق بوجودهم في إطار العمل، والأدوار الخاصة بهم التي تتماشى مع رؤية المؤسسة المستقبلية أو الإدارة. فعندما يتحدث المدير الناجح، يسلط الضوء على الأهداف الفردية للموظفين التي تتوافق وتتداخل مع الأهداف الاستراتيجية لمكان العمل أو الشركة بشكل متناغم ومتسق.
وبالمقابل، يتسم المدير الفاشل بالاقتصار على ذكر دور الموظف بشكل مختصر، دون تقديم شرح شامل حول تواصل دور الموظف مع رؤية الشركة ورسالتها. يترك المدير الفاشل الموظفين في حالة عدم تطابق وعدم مواءمة أهدافهم مع أهداف الشركة بشكل عام. يقتصر المدير الفاشل على ذكر جوانب تكتيكية معزولة، دون أن يتخذ إجراءات لمطابقة وتوافق أهداف الموظفين مع أهداف الشركة بشكل متكامل ومنسجم.
يعتني المدير الناجح بتأليف جدول أعمال دقيق وشامل يستند إلى تفاصيل واضحة ومحددة، حيث يتم توزيعه بعناية على جميع أفراد الفريق في الشركة. ولا يكتفي بذلك فحسب، بل يضع أيضًا سياسة صارمة للبدء في الاجتماعات في الوقت المحدد، ملتزمًا بعدم التأخير. وعندما يجتمع الجميع، يتسم المدير بابتسامته وحسن تصرفه، ويترك الباب مفتوحًا أمام الموظفين للنقاش والحوار، بهدف تخفيف التوتر والقلق الذي قد ينتابهم خلال هذه الفترة المهمة من الاجتماع.
بالإضافة إلى ذلك، يستغل المدير الناجح الاجتماعات كفرصة لتعليم وتثقيف الموظفين والحاضرين. فهو يقدم أسئلة ملهمة ويستمع بعناية شديدة لمختلف الآراء والأفكار المطروحة. يكون نسبة استماعه أكبر من نسبة تحدثه، ويتبع عملية التدوين لتدوين الملاحظات الهامة. وعند الانتهاء، يقوم بصياغة الأحكام الإجرائية والبنود بشكل واضح ومفهوم، ويوزعها على الأشخاص المعنيين الذين سيتأثرون بهذه البنود.
المدير الناجح لا يخشى الانخراط في المناقشات الصعبة مع فريقه، بل يتمتع بالقدرة على استخدام لغة وصفية متنوعة وغنية للتعبير عن أفكاره وتوجيهاته بشكل فعال. يمنح المدير الناجح الموظفين حرية تعبير الرأي ويشجعهم على طرح آرائهم المختلفة بكل حرية، بغض النظر عن مدى توافقها مع رؤيته الشخصية. وعلاوة على ذلك، يعمل المدير الناجح على تعزيز كفاءة العمل وتحسينها من خلال توجيه الموظفين وتقديم الدعم اللازم لهم.
من ناحية أخرى، يتسم المدير الفاشل بعدم القدرة على تنظيم الاجتماعات بشكل فعال، فغالبًا ما يتأخر عن المواعيد المحددة ويفتقر إلى وضع جدول أعمال واضح ومنظم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يتراجع بشكل متكرر عن الالتزامات التي قد حددها سابقًا. وفيما يتعلق بالمناقشات، يتسم المدير الفاشل بتجنب المواضيع الصعبة التي قد تؤدي إلى تباين الآراء. يتجنب ذكر المشاكل والنقاط السلبية في الفريق والمشروع، مما ينتج عنه استنزاف طاقة الفريق وتفاقم الإحباط والتوتر بين أعضائه. علاوة على ذلك، يميل المدير الفاشل إلى الحديث دون الاستماع بشكل جيد لآراء الآخرين، مما يقلل من فرص التواصل الفعال والتعاون البناء.
الفرق في الاستشارة ووضع الأهداف المستقبلية للشركة
يقوم المدير الناجح بتضمين الأهداف المعقولة والقابلة للقياس، والتي تم التوافق الكامل عليها وتحديدها بالزمن والتفاصيل ذات الصلة. كما يولي اهتمامًا خاصًا لاحتياجات الموظفين من خلال طرح الاستفسارات المستمرة حول المجالات التي يحتاجون المساعدة فيها والأدوات والمتطلبات اللازمة لتحقيق الأهداف بشكل كامل.
ويعمل المدير الناجح على توثيق الإنجازات والتقدم المحرز بشكل منتظم، ويكلف الموظف بمهمة تقديم تقارير دورية حول تلك الأمور، وذلك لتعزيز الشعور بالإنجاز الذي حققه وتحميله المسؤولية عن إعداد تلك التقارير. ويعزز هذا الجهد من خلال تقديم الحوافز والمكافآت المناسبة تبعًا للجهود المبذولة.
عندما يتعلق الأمر بالأهداف المفتوحة التي وضعها المدير الفاشل، فإنها تتسم بالغموض وتفتقر إلى الواقعية. لا يتم ربط الحوافز والترقيات بأداء الموظفين أو إسهاماتهم في تحقيق الأهداف أثناء العمل.
من الجانب الآخر، يتميز المدير الناجح بأسلوب يشمل استشارة العاملين في القضايا المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يستشير القسم المختص بالموارد البشرية قبل اتخاذ قرارات بشأن فصل أحد الموظفين. يولي المدير الناجح اهتماماً كبيراً لضمان وجود وثائق واضحة وموثوقة تثبت أن فصل الموظف يكون لصالح المصلحة العامة. يُطرح القرار أمام أصحاب الشركة مع ذكر الأسباب المقنعة للقرار، ومن ثم يشرح المدير للزملاء الذين تم فصلهم الأسباب ويتيح لهم الفرصة لطرح الأسئلة والمشاركة بآرائهم.
في حين يقوم المدير الفاشل بتنفيذ عملية فصل الموظف بأسلوب يفتقر إلى الاحترام والمهنية، ويغفل استشارة القسم المختص بشؤون الموارد البشرية، بالإضافة إلى عدم توفير ضمانات كافية لعملية الفصل. قد يتم إخطار الموظف بقرار الفصل عبر البريد الإلكتروني دون شرح الأسباب المحددة للقرار، ويتجاهل المدير توضيح الأسباب أمام زملاء الموظف المفصول، مما يترك المجال لانتشار الشائعات وتداول المعلومات غير الصحيحة بشأنه.
الفرق في صفات وطباع المدير
يتميز المدير الناجح بصفات متعددة ومهمة، بغض النظر عن الظروف التي تواجه الشركة. يتضمن ذلك العقلانية والتوازن العاطفي، حيث يعكس التوازن في جميع جوانب الحياة المهنية تأثيرًا إيجابيًا على الفريق ويساهم في تحقيق التقدم والنجاح. ويتحقق ذلك عن طريق تجسيد المدير صفات التفاؤل والحماس والعاطفة المتزنة بالعقلانية.
أما المدير الفاشل، فيتميز بعدم توافر تلك الصفات الجميلة. فهو يفتقر إلى العقلانية والتوازن العاطفي، وعادةً ما يفتقد القدرة على التفكير المستقبلي وتقدير نتائج أفعاله. يميل غالبًا إلى الاندفاع والغضب غير المتحكم به، ويعتمد بشكل كبير على إنجاز المهمة فحسب. وبالتالي، يكون عرضة للإحباط والتوتر عند مواجهة أية مشكلة أثناء العمل.
يتعين على المدير الناجح أن يتحلى بالعقلانية والتوازن العاطفي، وأن يتفاعل مع فريقه بشكل يحقق التحفيز والتميز. بينما يعاني المدير الفاشل من عدم استقراره العاطفي وتأثير سلبي ينعكس على العملية التنظيمية والأداء الشخصي والجماعي.
يتسم المدير الناجح بالصبر الشديد ويعمل على تحقيق التواصل الفعّال مع موظفيه. يقوم بصياغة الأهداف والأمور المحتملة أو المتوقعة، ملتزمًا بإجراء نقاشات ومحادثات تفصيلية مع الفريق، مشجعًا فضولهم الفطري. ويضمن أن يصل التفهم الى كل فرد منهم عن طريق التكرار، حيث يعيد ذكر الأمور المهمة بشكل منتظم حتى يتمكن الموظفون من فهمها وتطبيقها بفاعلية خلال ساعات العمل.
أما المدير الفاشل، فيقوم بإصدار تعليمات العمل والمتطلبات دون أن يوضح الأسباب والأهداف المتوقعة. وعادةً ما يرسل هذه التعليمات عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، دون أن يتفاعل مباشرة مع الموظفين وبدون اتباع منهجية توضيح الآراء والتوجيهات. يفترض بشكل غير صحيح أن الموظفين سيتمكنون من فهمها دون الحاجة إلى طرح الأسئلة أو طلب التوضيح. بذلك، يقوم بإنشاء افتراضات غير دقيقة ويفصل بينه وبين فريقه، مما يعرقل عملية التواصل والفهم السليم للمهام.
يؤمن المدير الناجح بقدراته الفريدة والقوية، وبقدرة الفريق على تنفيذ المهام المطلوبة ببراعة وفعالية. يتسم هذا المدير بالثقة الكاملة في أعضاء الفريق وقدراتهم، مما يعزز الروح المعنوية والانتماء ويؤدي إلى تفانيهم في العمل وثقتهم الكاملة في قيادته. يتميز أيضًا بالصدق والشفافية في تعامله مع الفريق، حيث يعرض الحقائق والمعلومات بوضوح وصدق، مما يعزز الثقة والتفاهم بين جميع الأطراف. وعند اتخاذ القرارات الصائبة، يتسم بالحزم والثبات، مما يضمن التنفيذ الفعال والنجاح العام للمشروعات والمهام.
أما المدير الفاشل، فيقوم بالتحكم المفرط والمُبالغ فيه في جميع جوانب العمل. يتميز بحبه الزائد للنفس وتفضيله لمصلحته الشخصية على المصلحة العامة ومصلحة الفريق. عند حدوث النجاح، يتباهى وينسب الإنجازات لنفسه، في حين يحمل الفريق مسؤولية الفشل عند حدوثه. يتجلى هذا في إصدار الأوامر بغضب وصراخ، مما يؤدي إلى تشويش وارتباك الفريق، ويتسبب في تدهور المزاج وتوترهم وفقدانهم للتركيز والتنظيم بسبب غياب القيادة الفعالة.
الفرق في توظيف العاملين
تتميز العملية التوظيفية للمدير الناجح عن طريق انتقاء العمالة المناسبة باستناد إلى سيرتهم الذاتية المتميزة، ويأخذ بعين الاعتبار المهارات والخبرات التي تتعلق بالوظيفة المعروضة. يقوم المدير الناجح أيضًا بالتحضير الجيد قبل المقابلة الشخصية، حيث يتبادل الأفكار والآراء مع فريق التوظيف للحصول على توصياتهم بشأن أفضل المرشحين للتوظيف. بالإضافة إلى ذلك، يضمن المدير الناجح تفهم جميع المتقدمين لمتطلبات الوظيفة المعلن عنها.
أما المدير الفاشل، فإنه يقوم بتوظيف الأفراد بشكل عشوائي دون النظر إلى الكفاءات الموجودة في سيرتهم الذاتية. كما أنه لا يوفر توضيحًا وافيًا لأسباب الوظيفة والمهام المطلوبة من المتعينين. قد يتم إجراء المقابلات بشكل عشوائي وغير معد لها، ويتجاهل الآراء والتوصيات المقدمة من فريق التوظيف. وبصورة عامة، تتسم إجراءات قبول الوظيفة ببطء شديد تحت إشراف المدير الفاشل.
يمكن الاستنتاج من ذلك أن المدير الناجح يتبع أسلوبًا منهجيًا واعيًا في عملية التوظيف، حيث يولي اهتمامًا كبيرًا لتوظيف الأفراد المناسبين وفقًا لمتطلبات العمل، ويعمل على بناء فريق قوي ومتكامل. بينما المدير الفاشل يظهر قصورًا في فهمه لأهمية التوظيف الجيد، مما يؤدي إلى تشكيل فريق ضعيف وغير متجانس، وبالتالي يتعرض المشروع أو الشركة للعديد من التحديات والصعوبات.
يتسم المدير الناجح بقدرته على الاحتفاظ بموظفيه بأقصى قدر ممكن، فهو لا يقبل استقالة أي فرد من الفريق دون أن يتحدث معه ويستفسر عن الأسباب والمشكلات التي قد تكون أدت إلى هذا القرار. كما يدرك الظروف الشخصية ويحترم حاجة الموظفين إلى الاستراحة والعطلة في بعض الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المدير الناجح جاهدًا على تقدم الشركة وزيادة إيراداتها، بهدف تحسين مستوى دخل موظفيه.
أما المدير الفاشل، فيميل إلى إجبار العاملين على الاستقالة في حال اختلف أحد الموظفين معه في الرأي، ولا يمنح الفرص المناسبة للموظفين ذوي الكفاءة العالية، ويمتنع تمامًا عن منح الإجازات حتى لو كانت الظروف الشخصية للموظف في حاجة إليها. ويتركز اهتمامه فقط على تحسين دخله الشخصي، دون أن يفكر في زيادة الرواتب وتحسين معيشة الموظفين.
المدير الناجح يُعتبر قادرًا على توزيع المهام الملائمة لخبرات ومهارات كل موظف، بناءً على دراسة متأنية لكل فرد يعمل تحت إشرافه. وبالمقابل، المدير الفاشل لا يولي اهتمامًا كافيًا لاستكشاف خبرات الموظفين ومهاراتهم الخاصة التي يمكن أن تسهم في تقدم العمل. بدلاً من ذلك، يقوم بتوزيع المهام وفقًا لمزاجه وانتقائيته، مما يبرز الفارق الواضح بين الأساليب المتبعة من قبل المدير الناجح والمدير الفاشل.
مهارات الإدارة الناجحة
تعد المهارات الأساسية التي يجب توفرها في المدير لضمان نجاح إدارته متنوعة وشاملة. يجب أن يكون المدير قادرًا على تنشيط وتحفيز الموظفين، وتحفيزهم للعمل بجدية والسعي لتحقيق التقدم. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تتضمن مهارات الإدارة الناجحة المحاور التالية:
إدارة الوقت:
يعد الوقت في ساحة الأعمال قيمة مهمة، وبالتالي يهتم المدير الناجح بتخطيط خطة متقنة قبل الشروع في العمل، تستند إلى جدول زمني محدد. كما يقسم العمل إلى معالم رئيسية ومهام فرعية، حيث تشكل المعالم الرئيسية الخطوات الكبرى في سير العمل، بينما تمثل المهام الفرعية جوانب أصغر. ويتعين على المدير الناجح أن يراقب التقدم ويجري التعديلات اللازمة استنادًا إلى التغيرات، وذلك لضمان تسليم المشروع في الموعد المحدد.
التواصل:
يجب على المدير الناجح أن يكون قادرًا على نقل الأفكار والمعلومات بوضوح وفعالية إلى العاملين. يتحقق التواصل الفعال من خلال التركيز على الاستماع بعناية وفهم الآخرين. وبالتالي، يتعين على المدير أن يمتلك مهارة إيصال المعلومات بشكلٍ متقن وشامل منذ البداية.
حل النزاعات:
من الطبيعي أن تنشأ اختلافات بين أفراد فريق العمل تؤدي إلى نشوء نزاعات بينهم. وبالتالي، يتعين على المدير الناجح أن يتمتع بمهارة حل تلك النزاعات بشكلٍ عادل، حتى يتمكن من الحفاظ على توجيه المشروع في المسار الصحيح. ويجب أن يكون هذا الحل بوسائل غير التدخل أو التحكم، بل من خلال تشجيع التواصل الذي يتيح للأصوات المختلفة التعبير عن آرائها ووجهات نظرها، مما يعزز مصلحة العمل وتحقيق الأهداف المشتركة.
بناء فريق متحد داخل الشركة
بناء فريق متحد يتطلب وحدة الفريق والترابط الحقيقي بين أفراده، وهو أمر بالغ الأهمية ويتحقق من خلال أداء تمارين متنوعة تهدف إلى بناء التعاون والثقة بين الأعضاء. يستغرق تنمية تلك المهارة وقتًا وجهدًا مكثفين، ومع ذلك، فإنها تعود بالنفع الكبير عبر تقليل العديد من المشكلات وتعزيز الأداء الجماعي.
القدرة على التفاوض
تعد القدرة على التفاوض من الصفات الرئيسية للمدير الناجح، فهي ضرورية في التفاوض مع أعضاء الفريق أو الشركاء الخارجيين مثل المقاولين والبائعين أو مقدمي المشروعات. يسعى المديرون الناجحون لتحقيق نتائج إيجابية من خلال المفاوضات المتعددة وإبرام صفقات مربحة تعود بالفائدة على جميع الأطراف المعنية.
التنظيم
يعتبر التنظيم أيضًا أمرًا بالغ الأهمية للمدير، إذ يتمتع بصلاحيات تنظيمية تشمل إدارة الوقت والموارد المالية والبشرية والموارد الأخرى المتاحة في العمل. لذا، يعتبر الخبرة في تنظيم هذه الجوانب أمرًا حاسمًا لتمكين المدير من التركيز بشكل فعال على جميع الجوانب والتحديات في نفس الوقت.
أنشطة يومية تجعل المدير ناجحا
تتطلع الجميع إلى تحقيق النجاح في إدارة حياتهم بشكل شامل، وتحقيق تفوق وتميز في القيادة. يعتبر الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل مسألة حاسمة، ويتحقق النجاح من خلال ممارسة الأنشطة اليومية التي تعزز الراحة والسعادة الشخصية أثناء أداء المهام اليومية. ينبغي على الفرد أن يدرك أن هذا الشعور الإيجابي ينعكس على فريق العمل، ويكون دافعًا لتعزيز أداء الفريق وإتمام المهام بنجاح، حيث يمكن أن يتجلى الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل في الاهتمام بتلك الأنشطة اليومية التالية:
- الاستيقاظ في وقت مبكر وبنشاط وتفاؤل عالٍ.
- اتخاذ حمام منعش بمجرد الاستيقاظ لزيادة نشاط الجسم، وخاصة الجهاز العصبي.
- تناول وجبة إفطار صحية، مع الابتعاد عن الكربوهيدرات والدهون.
- ارتداء ملابس مريحة ومناسبة لبيئة العمل.
- تكون قدوة للآخرين عن طريق الوصول إلى مكان العمل قبلهم.
- الاستجابة للمراسلات والرسائل الواردة، حيث يمكن أن تكون بعضها عاجلة ومهمة للغاية.
- البحث عن أفكار ابتكارية ومبادرات إبداعية، ومناقشتها مع الفريق.
- إجراء المكالمات الهامة المتعلقة بالعمل.
- التواصل مع المسؤولين الكبار لمراجعة تقدم الأعمال.
- العمل بجدية ومتابعة طرق وأساليب عالية الجودة لإنجاز المهام.
- التركيز على الأمور التي تساهم في تحقيق الأهداف، فهذا يعكس الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل.
- النوم في وقت محدد بعد العودة من العمل، ليستعيد النشاط والحيوية ويعتاد على تلك الأنشطة اليومية المفيدة لليوم التالي.
من خلال اتباع هذه الأنشطة اليومية والاهتمام بها، يمكن للفرد أن يحقق النجاح والتفوق في إدارة حياته وأعماله، وبالتالي يكون قد أرسى الأساس لتحقيق نجاح فريق العمل بأكمله.
إرسال تعليق